البرتغال في سباق الاستعداد لمونديال 2030: بين عبق التاريخ وحداثة البنية التحتية

البرتغال في سباق الاستعداد لمونديال 2030: بين التاريخ والحداثة

الاستعداد لمونديال 2030 نرصده في رحلة صحفية بين شوارع لشبونة وبورتو. هنا تبدو البرتغال منهمكة في سباق مع الزمن استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والمغرب. تمثل هذه الاستضافة لحظة تاريخية للبلاد، حيث تسعى الحكومة البرتغالية إلى إبراز قدرتها التنظيمية وتعزيز مكانتها على الساحة الرياضية العالمية من خلال تطوير الملاعب، وتحسين البنية التحتية، والاستفادة القصوى من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية.

لشبونة: القلب النابض للمونديال

تُعد العاصمة لشبونة واحدة من المحاور الرئيسية للبطولة، حيث يجري العمل على تحديث ملعب “إستاديو دا لوز”، معقل نادي بنفيكا، والذي يتسع لأكثر من 65,000 متفرج. وتعمل السلطات المحلية على تعزيز وسائل النقل العام وربط الاستاد بالمناطق السياحية من خلال مشاريع حديثة مثل توسعة شبكة المترو وإضافة مسارات جديدة للحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة.

من جانب آخر، يخضع ملعب “جوزيه ألفالادي”، الخاص بنادي سبورتينغ لشبونة، لعملية تطوير شاملة تشمل تحسين مدرجاته، وتحديث أنظمة الإضاءة الذكية، وتحسين مرافق الصحافة والإعلام لاستيعاب التغطية العالمية التي سترافق البطولة. وتشير التقارير إلى أن هذه التحسينات ستكلف نحو 100 مليون يورو، ضمن ميزانية إجمالية تقدر بـ 500 مليون يورو تم تخصيصها لتطوير البنية التحتية الرياضية في لشبونة وحدها.

بورتو: مدينة التقاليد الكروية والاستعدادات الكبرى

في الشمال، تأخذ مدينة بورتو دورًا محوريًا في استضافة المونديال، حيث يشهد ملعب “إستاديو دو دراغاو”، الخاص بنادي بورتو، عمليات تحديث كبرى. يشمل المشروع رفع القدرة الاستيعابية إلى 55,000 متفرج، وتعزيز أنظمة الأمن والراحة للجماهير، بالإضافة إلى تطوير مرافق الضيافة لاستقبال الشخصيات المهمة وكبار المشجعين.

وتسعى المدينة إلى تحسين شبكة المواصلات، حيث تم رصد أكثر من 300 مليون يورو لمشاريع النقل، بما في ذلك تحديث محطات القطار وزيادة سعة مطار فرانسيسكو سا كارنيرو الذي من المتوقع أن يستقبل أكثر من 2 مليون زائر إضافي خلال البطولة. كما يجري تطوير مشاريع فندقية جديدة بطاقة استيعابية تصل إلى 10,000 غرفة فندقية إضافية لمواكبة الطلب السياحي المرتفع.

الأثر الاقتصادي: قفزة نوعية في الاستثمار

تتوقع الحكومة البرتغالية أن يحقق المونديال عوائد اقتصادية ضخمة، مع تقديرات بوصول العائدات إلى 5 مليارات يورو من خلال السياحة والإنفاق المرتبط بالبطولة. ومن المتوقع أن تخلق الاستضافة أكثر من 50,000 وظيفة جديدة في قطاعات الضيافة، البناء، والنقل، مما يعزز الاقتصاد المحلي.

الاستعداد لمونديال 2030: الاستدامة والتكنولوجيا في قلب التحضيرات

تحرص البرتغال على جعل المونديال أكثر استدامة، حيث تم الإعلان عن مشاريع للطاقة النظيفة داخل الملاعب، بما في ذلك تركيب ألواح شمسية واستخدام أنظمة إعادة تدوير المياه. كما تخطط الحكومة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود وتحليل حركة الجماهير لضمان تجربة آمنة ومريحة للجميع.

استعدادات مكثفة لاستضافة مونديال 2030

في إطار الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030، التي ستشهد مشاركة ثلاث دول هي المغرب، إسبانيا، والبرتغال، قامت الأخيرة بتكثيف جهودها لضمان نجاح الحدث الكروي الأكبر على مستوى العالم. قام موقع Mondial30.com بجولة استكشافية بين ملاعب وبنيات تحتية في مدينتي بورتو ولشبونة، ليرصد عن كثب الاستعدادات الجارية ويقدم تقريرًا مفصلاً عن الجهود المبذولة.

1. بورتو: مدينة كروية بامتياز

ملعب إست ádio do Dragão:

  • السعة الحالية: 50,033 متفرجًا.
  • التحديثات المخطط لها: سيتم توسيع السعة إلى 55,000 متفرج، مع إضافة مقصورات فاخرة ومرافق حديثة.
  • البنية التحتية: يتم العمل على تحسين الوصول إلى الملعب عبر وسائل النقل العام، بما في ذلك مترو بورتو وخطوط الحافلات.

ملعب Estádio do Bessa:

  • السعة الحالية: 28,263 متفرجًا.
  • التحديثات المخطط لها: سيتم تجديد الملعب بالكامل لزيادة السعة إلى 35,000 متفرج، مع تحسين المرافق الصحية والأمنية.

الاستعداد لمونديال 2030: البنية التحتية:

  • النقل العام: يتم توسيع شبكة مترو بورتو لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد الزوار خلال المونديال.
  • الفنادق: يتم بناء 5 فنادق جديدة بالقرب من الملاعب، بسعة إجمالية تصل إلى 1,500 غرفة.

2. لشبونة: العاصمة التي تستعد لاستضافة العالم

ملعب Estádio da Luz:

  • السعة الحالية: 64,642 متفرجًا.
  • التحديثات المخطط لها: سيتم تحسين أنظمة الإضاءة والصوت، وإضافة شاشات عملاقة لتجربة مشاهدة أفضل.
  • البنية التحتية: يتم تحسين الوصول إلى الملعب عبر توسيع شبكة مترو لشبونة وخطوط الحافلات.

ملعب Estádio José Alvalade:

  • السعة الحالية: 50,095 متفرجًا.
  • التحديثات المخطط لها: سيتم تجديد المقاعد ومرافق الضيوف، مع إضافة مناطق ترفيهية داخل الملعب.

البنية التحتية:

  • النقل العام: يتم توسيع شبكة مترو لشبونة لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد الزوار خلال المونديال.
  • الفنادق: يتم بناء 7 فنادق جديدة بالقرب من الملاعب، بسعة إجمالية تصل إلى 2,000 غرفة.

3. الاستعداد لمونديال 2030: إحصائيات وأرقام

  • إجمالي الاستثمارات: تبلغ الاستثمارات المخصصة لتحديث الملاعب والبنية التحتية في البرتغال حوالي 500 مليون يورو.
  • عدد الملاعب: سيتم استخدام 5 ملاعب رئيسية في البرتغال لاستضافة مباريات المونديال.
  • السعة الإجمالية: ستصل السعة الإجمالية للملاعب في البرتغال إلى 250,000 متفرج بعد التحديثات.

4. آراء الخبراء

خوسيه مورينيو، المدرب البرتغالي الشهير:

“البرتغال لديها البنية التحتية والخبرة الكافية لاستضافة حدث بحجم كأس العالم. التحديثات الجارية على الملاعب والبنية التحتية ستضمن نجاحًا كبيرًا للحدث.”

كارلوس كارفالهال، خبير البنية التحتية:

“الاستثمارات في النقل العام والفنادق ستوفر تجربة ممتازة للزوار والجماهير. البرتغال ستكون جاهزة لاستقبال العالم في 2030.”

مسك الختام : نقول ان البرتغال جاهزة للتحدي

مع اقتراب موعد مونديال 2030، تبدو البرتغال في طريقها لتقديم تجربة تنظيمية متميزة، تجمع بين التاريخ العريق لكرة القدم والبنية التحتية الحديثة. وبفضل الاستثمارات الضخمة والتخطيط المحكم، يُتوقع أن تترك البطولة بصمة دائمة على البلاد، تعزز مكانتها كوجهة رياضية عالمية وتجذب مزيدًا من الاستثمارات والسياح في المستقبل.

من خلال هذه الجولة الاستكشافية، يتضح أن البرتغال تبذل جهودًا كبيرة لضمان نجاح استضافة كأس العالم 2030. من تحديثات الملاعب إلى تحسين البنية التحتية، كل شيء يتم إعداده بعناية لتقديم تجربة لا تُنسى للجماهير. مع الاستثمارات الكبيرة والخطط المدروسة، تبدو البرتغال جاهزة لاستقبال العالم في هذا الحدث الكروي العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top